logo
#

أحدث الأخبار مع #أم أولادي

نبل ورجولة
نبل ورجولة

الإمارات اليوم

timeمنذ 16 ساعات

  • الإمارات اليوم

نبل ورجولة

ملامح الحزن بدت واضحة على وجهه وهو يطلب إعداد اتفاقية تسوية للطلاق من زوجته وأم أطفاله، لكن ما أصر على إدراجه كان مثيراً للذهول. بكل نبل، فرض على نفسه التزاماً بنفقة شهرية تتجاوز أضعاف ما يمكن أن تقضي بها المحكمة لو قررت زوجته أن تسلك طريق القضاء، كما تكفل بإيجار المنزل الفخم الذي تسكن فيه، ونفقات رحلة سنوية إلى الوجهة التي تفضلها، وصيانة سيارتها الفارهة، وسائقها والعمالة المساندة لها. وحين التقيا أثناء التفاوض، قال لها بكل وضوح لا داعي للتنازع قضائياً، فأنا متكفل بكل احتياجاتك، وأتعهد بالحفاظ على نمط المعيشة الذي كنت تتمتعين به أثناء زواجنا، ولن ينقصك سوى وجودي في حياتك. وأثناء توثيق الاتفاقية في المحكمة، أبدى الجميع انبهاره بسلوك الرجل، فمن النادر أن يتصرف أحد بهذه الطريقة، وكممثل قانوني له كان من الضروري أن أسأله: هل يمكن أن تشرح لي سبب الطلاق فربما أسهم في تخفيف الأعباء التي تفرضها على نفسك؟ رده كان حاسماً ووافياً: هذه السيدة مكرمة لكونها أم أولادي، ولا يمكن أن أقبل بإذلالها أو التعنت معها، حتى لا يلومني أحدهم يوماً، وأفضل أن أحتفظ بسبب الانفصال لنفسي. لم ألتق شخصاً بمثل هذا الرقي والترفع، وتضاعف احترامي له حين تأكدت أنه لم يكن السبب في الطلاق، بل كان نعم الزوج والرفيق طيلة فترة الزواج، ولم يتغير عليه شيء حين قرر الانسحاب بهدوء. ما لا يدركه البعض أن كثيراً من المحامين لا يفضلون العمل في دعاوى الأحوال الشخصية، لأنها تتسم بالتعقيد والحساسية البالغة، ليس قانونياً، لكن لاعتبارات إنسانية وأخلاقية، فالحب يتحول في معظم الحالات إلى كراهية بالغة، ونزعة متطرفة للانتقام. الطلاق رغم كونه أبغض الحلال إلا أنه يظل حلاً وملاذاً آمناً في حالات عدة تستحيل العشرة فيها، وهنا يظهر جوهر الإنسان ومعدنه وطيب أصله، أو غير ذلك. البعض يتصرف مثل صديقنا الذي أصر على إكرام أم أبنائه، والحفاظ على الود ملتزماً بقول المولى عز وجل: ﴿فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان﴾، وقوله: ﴿ولا تنسوا الفضل بينكم﴾، فالزواج شراكة بين شخصين قد تنجح وتستمر، أو يحتاج طرفاها إلى الانفصال بنبل، محافظين على ما تحقق فيها من ربح وهو الأبناء. *محكم ومستشار قانوني لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store